سورة الفجر - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الفجر)


        


{والفجر} يعني: فجر كلِّ يومٍ.
{وليالٍ عشر} عشر ذي الحجَّة.
{والشفع} يعني: يوم النَّحر؛ لأنَّه يوم العاشر {والوتر} يوم عرفة؛ لأنَّه يوم التَّاسع.
{والليل إذا يسر} يعني: ليل المزدلفة إذا مضى وذهب. وقيل: إذا جاء وأقبل.
{هل في ذلك} الذي ذكرت {قَسَمٌ لذي حجر} أَيْ: مقنعٌ ومكتفى في القسم لذي عقلٍ، ثمَّ ذكر الأمم التي كذَّبت الرُّسل كيف أهلكهم فقال: {ألم تر كيف فعل ربك بعاد}.


{إرم} يعني: عاداً الأولى، وهو عاد بن عوص بن إرم، وإرم: اسم القبيلة. {ذات العماد} أَيْ: ذات الطُّول، وقيل: ذات البناء الرفيع، وقيل: ذات العمد السيَّارة، وذلك أنَّهم كانوا أهل عمدٍ سيَّارة ينتجعون الغيث.
{التي لم يخلق مثلها في البلاد} في بطشهم وقوَّتهم وطول قامتهم.
{وثمود الذي جابوا} قطعوا {الصخر} فاتَّخذوا منها البيوت {بالواد} يعني: وادي القرى، وكانت مساكنهم هناك.
{وفرعون ذي الأوتاد} ذي الجنود والجموع الكثيرة، وكانت لهم مضارب كثيرةٌ يوتدونها في أسفارهم.


{فصبَّ عليهم ربك سوط عذاب} أَيْ: جعل سوطه الذي ضربهم به العذاب.
{إنَّ ربك} جواب القسم الذي في أوَّل السُّورة {لبالمرصاد} بحيث يرى ويسمع ويرصد أعمال بني آدم.
{فأمَّا الإنسان} يعني: الكافر {إذا ما ابتلاه ربُّه} امتحنه بالنِّعمة والسَّعة {فأكرمه} بالمال {ونعَّمة} بما وسَّع عليه {فيقول ربي أكرمنِ} لا يرى الكرامة من الله إلاَّ بكثرة الحظِّ من الدُّنيا.
{وإمَّا إذا ما ابتلاه فقدر} فضيَّق {عليه رزقه فيقول ربي أهانن} يرى الهوان في قلَّة حظِّه من الدنيا، وهذا صفة الكافر، فأما المؤمن فالكرامة عنده أن يُكرمه الله بطاعته، والهوان أن يُهينه بمعصيته، ثم رَدَّ هذا على الكافر، فقال: {كلا} أَيْ: ليس الأمر كما يظنُّ هذا الكافر. {بل لا تكرمون اليتيم} إخبارٌ عمَّا كانوا يفعلونه من ترك توريث اليتيم، وحرمانه ما يستحقُّ من الميراث.
{ولا تَحَاضُّون على طعام المسكين} لا تأمرون به، ولا تُعينون عليه.
{وتأكلون التراث} يعني: ميراث اليتامى {أكلاً لمّاً} شديداً، تجمعون المال كلَّه في الأكل، فلا تُعطون اليتيم نصيبه.
{وتحبون المال حباً جماً} كثيراً.
{كلا} ما هكذا ينبغي أن يكون الأمر {إذا دكت الأرض دكاً دكاً} إذا زُلزلت الأرض فكَسر بعضها بعضاً.
{وجاء ربك} أَيْ: أمر ربِّك وقضاؤه {والملك} أَيْ: الملائكةُ {صفاً صفاً} صفوفاً.
{وجيء يومئذٍ بجهنم} تُقاد بسبعين أَلْفِ زمامٍ، كلُّ زمامٍ بأيدي سبعين ألف مَلَكٍ {يومئذٍ يتذكَّر الإنسان} يُظهر الكافر التَّوبة {وأنى له الذكرى} ومن أين له التَّوبة؟
{يقول يا ليتني قدمت لحياتي} أَيْ: للدَّار الآخرة التي لا موت فيها.
{فيومئذٍ لا يعذِّب عذابه أحد} لا يتولَّى عذاب الله تعالى يومئذٍ أحدٌ، والأمر يومئذ أمره، ولا أمر غيره.
{ولا يوثق وثاقه} يعني بالوثاق الإِسار والسًَّلاسل والأغلال، والمعنى: لا يبلغ أحدٌ من الخلق كبلاغ الله سبحانه في التَّعذيب والإِيثاق.

1 | 2